Saturday, June 2, 2007

أحـيـه أحـيـه- الجزء الرابع



بسم الله الرحمن الرحيم

متى شعرت آخر مرة أنك تريد إحراق تلفزيونك فى إحتفال شعبى مهيب , مع خلفية من الموسيقى الحماسية المؤثرة ؟ !

الإجابة متوقعة طبعًا ! لكن ما يمنعك هو حنينك الشديد فى الليالى الباردة لدفء صوت هايفا و هى تناشد رجب أن يحوش صاحبه الرقيع عنها !

حسنًا , فلندع الجهاز المسكين فى مكانه , فهو يصلح بالتأكيد لإستخدامات كثيرة , أبسطها وضع صورة المرحوم زوج خالتك فوقه , و لنتحدث عن الأسباب التى تجعلك ترغب فى فعل الأفاعيل به ! ( أتحدث هنا عن التلفاز , زوج خالتك راح مطرح ما راح الله يرحمه ! )

اسمح لى أنا أن أفضفض لك , كعادتى , بما يجعلنى أتقافز غيظًا أمام شاشة تلفزيونى !

هل جربت من قبل , بكامل قواك العقلية , مشاهدة حلقة كاملة من أحد برامج " ال talk show " يكون موضوعها متعلقًا بالشباب ؟

جربت ؟ و جاء لك قلب يا أخى ؟! أنصحك إذا بالذهاب لطبيب متخصص فى أمراض الذكورة و العقم ! الأمر يستحق صدقنى !

هذا النوع من البرامج أسميه " برامج ذوى اللُغد " !

و لمن أسعدهم ذكائهم , أو قدرهم , بعدم مشاهدة حلقات من هذا النوع , حفاظًا على مستقبلهم الإنجابى , أصف الجو العام لهذا البرنامج :

-1- المذيعة : متحمسة جدًا , لو كانت شابة فهى تبذل كل ما يمكن لتقنعك أنها وقور مثقفة يسبق عمرها العقلى ذلك الزمنى , حتى أنك تثق فى نهاية الحلقة أنها خلال عامها الدراسى الأول الإبتدائى كانت تقرأ روائع دستوفيسكى و نجيب محفوظ , بينما أنت , يا فاشل , تقرأ أمل و عمر !

و لو كان سنها 40 عامًا فما فوق , فستجدها تفعل كل ما يمكن لتبدو للمشاهدين شابة نشيطة , لا بد أنها كانت ترقص يومًا فى استاد القاهرة و هى تدهن وجهها بألوان علم مصر , و تشاهد نهائى كأس الأمم الأفريقية ! تغنى بصوت يفوق صوت الضفادع عذوبة :" بلاتشى بلاتشى لكي هوبى و فؤاتشى "

و لا بد للمذيعة من ممارسة تمرين هز الرأس من أعلى لأسفل بشكل منتظم , و اتساع العينين على سبيل الإعجاب الشديد بعبقرية الضيف الفذ ! أعتقد أن هذا النوع من المذعيات لديهن أعلى نسبة من حالات تآكل الغضروف المبكر !


-2- الضيوف : الإخوة ذوى اللُغد ! مجموعة من الرجال , 50 سنة فما فوق , تتدلى لغودهم فى وقار مهيب ! و تسبق أسمائهم ألقاب مخيفة مثل الأستاذ و الدكتور ( النكتة حين يكون الحوار عن إنتشار المصطلحات الأجنبية فى اللغة العربية , هى أن الإخوة ينسون أن لفظ " أستاذ " فارسى , و لفظ " دكتور " لا تينى ! )

و لا بأس من أنثى عصبية , غالبًا عانس , تنظر للعالم من خلف منظار سميك , يمثل لهذه النوعية من البشر علامة الجودة العتيدة !

أحيانًا يتم تطعيم اللقاء بفنان أو فنانة من جيل الشباب , غالبا يكون الفنان احترف الفن بلطجة و الفنانة احترفته بأسلحتها البيولوجية المنفوخة بالسيليكون ! المفروض طبعًا أنهم يمثلون جيل الفنانين الشباب .


-3- الجمهور : و يتم جمعهم من الجامعات , مقابل مبلغ مالى لكل شاب , آخر رقم سمعته كان 15 جنيه مصرى ! و هم بدورهم بنقسمون لنوعان : الشناقيط , مفردها شنقيط أو شنقيطة , و هم زمرة من الأوغاد الرقعاء المنحلين ! فتيات هذه الفئة من النوع الذى يعتبر جسده لوحة كبيرة المفروض أن تمتلىء بأعتى أنواع الوشم , رسومات جنونية كان المرحوم سلفادور دالى سيرقص طربًا لو رآها ! مع لظاليظ اللحم المتدلية من المسافة العارية بين البنطلون الضيق و البادى المحزق , الذان يجعلانك تتسائل عن كمية الصابون المستخدمة لزنق هذا الجسد فيهما !
أما فتيانها , فأترك للمنتقم الجبار أمر من تجرأ و كتب لهم فى خانة النوع " ذكر " , لو ترانى أبالغ حاول أن تنظر لأحدهم من ظهره و أؤكد لك أنك لن تعرف الفرق بينه و بين الفتاة ! لهذا أنصح محترفى المعاكسة أن ينظروا للوجه أولا قبل إطلاق صيحات " يا جميل , يا قمر , إمتى الليمون يبقى برتقال ؟" لأن من يراهم من الأمام سيظن أن المُعاكِس شاذ جنسيًا !
هذا النوع من الفتيان , تجد علامته المميزة فى البوكسر الكاروهات البارز فى تحدى و شموخ من البنطلون الساقط و التى شيرت القصير , فلو وجدت أحدهم يرتدى بنطلونا عاليا و قميصا طويلا فهذا يعنى أنه ليس من ذوى البوكسر , بل من ذوى اللباس الأبيض ماركة كابو !

طبعا الشعر لامع ملتصق قضى الفتى ألعن ساعات عمره يعبىء البصاق فى كوب زجاجى ليثبت شعره الحغيغ !

النوع الثانى : السناتيح , المفرد سنتيح أو سنتيحة ! و أغلبهم من الفتيان بالمناسبة , الشاب منهم مصفف الشعر بعنف إلى جانب الرأس , مغلق القميص حتى الزر الأخير , غالبا يعتبرون شعر الصدر عورة ! ينظرون بإشمئزاز لمشاهدى النوع , و للشباب جميعًا عمومًا , مستنكرين جرائمهم البشعة من شُرب النسكافيه و سماع الأغانى الرقيعة المارقة عن خط روائع عبده الحامولى و صالح عبدالحىّ ! ناهيك طبعًا عن إرتيادهم تلك المبائات المدعوة " مولات و كافيهات " يا للعار !

حسنًا , تحدثنا عن نوعية البشر المشاركين فى هذا النوع من البرامج ! بصراحة أنا استحرم أن اعطيك دفعة واحدة من هذا الجو المسموم ! انتظر للجزء الثانى إن شاء الله تعالى .

نصيحة حتى أريح ضميرى : لا تحاول مشاهدة برنامج من هذا النوع , قبل قراءة الجزء الثانى !

تحياتى


وليد

الإسكندرية 17 من فبراير 2007م

أحـيـه أحـيـه- الجزء الثالث


بسم الله الرحمن الرحيم
هل تعرفون سوزى ؟
إنها إمرأة عظيمة ! كرست حياتها لتلبية مطالب الشباب ! تحديدًا تلك المتعلقة بالإطمئنان على القدرة على الزواج !
ما قصة سوزى هذه ؟
سوزى , يعرف قصتها نصف شباب الإسكندرية : كان ياما كان ! فى منطقة شهيرة بالإسكندرية , شاب اسمه حودة , حودة هذا كان مصابا بمرض الخنوثة الجسدية , و العياذ بالله , فى سن الشباب , قام بإجراء عملية تعديل نوع و تحول إلى سوزى !
حتى الآن القصة عادية , أمر وارد , رغم قسوته , و ندعو الله ان لا يصاب به احبابنا او ابنائنا , لكنه امر واقع , و مرض , غير مشين , لأنه ينتج عن خلل هرمونى ما فى الجسم , الحقيقة معلوماتى الطبية قاصرة بهذا الشأن , أى ان المريض لا دخل له بالإصابة .
نعود لقصتنا , سوزى هذه كان يمكن ان تعيش حياة عادية , و الأمر كان سيتقبله المجتمع , رغم انه يتخذ هذه الأمور , و هذا خطأ فادح , بسخرية و تنكيت !
لكن المفاجأة ان سوزى هذه , احترفت مهنة شهيرة جدا , و لا أريد ان يستفزنى احدكم بقوله : " الظروف " نحن لسنا فى فيلم عربى هنا حيث تضطر الفتاة الشريفة لإحتراف البغاء لتشترى علاجا لأباها المريض ! الله تعالى وعد من يتقونه أنه سيجعل لهم مخرجا و يرزقهم من حيث لا يحتسبون ! كما ان سوزى هذه من اسرة محترمة لها وضع مادى و اجتماعى طيبين جدا ! لكن يبدو ان حقا فى كل شجرة فرع اعوج !
المصيبة ان سوزى لم تكتف بعملها الليلى (و النهارى ايضا فهىفيما يبدو ممن يقدسون العمل ! ) بل اكتشفت انها اصبحت مفكرة ذات رأى , كيف ؟
أنتم تعلمون أنى , الحمد لله , شاب ملتزم , لهذا لا تتوقعوا ان تكون ثمة علاقة ما بينى و بينها , الأمر ببساطة بدأ عندما كنت فى عامى الأول بالكلية , كنت اذاكر فى المنزل مع مجموعة من اصدقائى , اصابنا الملل , طبيعى , اخذنا نتجاذب اطراف الحديث , البذىء غالبا , بسبب ضغط المذاكرة الكفيل بتزفير اطهر الألسنة ! فجأة دار الحديث حول ال.. احم .. راعيات بيوت الشباب , كنا جميعا , و مازلنا , محتفظين بعذريتنا ! فجأة تحدث احدنا عن جارة له اسمها سوزى و قال كل ما قلته لكم فى بداية الحديث !
ثم قال لنا ان لديه رقم هاتفها و انها تعيش وحيدة و ... بصراحة كان الإغراء اقوى منى , اخذت الرقم و انا اتوعد هذه الحقيرة فى سرى بأعتى أنوع الإنتقام من سيرها الأعوج !
و قد كان !
بمعدل مكالمة كل ساعة , أرجو ان لا تقرأ امى هذه المقال فهى من تدفع فاتورة الهاتف ( احم .. ماما دة كان و انا عندى 18 سنة يعنى من 7 سنين ! كنت لسة مراهق ! ) المهم , قمت بتنفيذ خطتى الرهيبة لتحويل حياة سوزى إلى جحيم حقيقى , ابو غريب حاليا كان آنذاك سيبدو لها اشد رحمة مما قمت به معها !
كل مكالمة بشخصية مختلفة , الحمد لله المواهب متوفرة , قدرة تغيير الصوت , إلى حدا ما , كذلك تغيير اسلوب الحديث , و البراعة فى اختيار شخصيات متنوعة مقنعة جدا !
ثم فى نهاية المكالمة بعد ان تكون الأخت قد ذابت شوقًا ( الأخت نشيطة جدا عاطفيا ) , اعود لصوتى الأصلىو اقول لها :" حودة يا ..." ( لفظ من 3 حروف على وزن فَعَل ) و هى الكلمة التى يسبها بها الناس عادة و اعلم انها تصيبها بالجنون !
ماذا ؟ ما علاقة هذا بالأحيه ؟ اصبر على رزقك !
الأحيه هنا تقال , عندما تعلم ان سوزى هذه كانت لها فلسفة فى الجنس ! فذات مرة بينما كنا نتحدث , فوجئت بها تقول لى :" يا بنى هو انت فاكر السكس ايه ؟ نط و كَب و خلاص ؟ يا بنى السكس دة فن , رقى , أخلاق , أدب ! " ( قالتها بكل حماس و شموخ علميين !! )
حسنا , أنا اعلم أن الجنس رقى و أخلاق و أدب و فن , هذا معروف دينيا و علميا , لكن ما غاظنى و فقع .. احم .. مرارتى ( مشيها مرارتى و خلاص ! ) , ان من تقول هذا الكلام إمرأة رخيصة !! تبيع لحمها بالمزاد !
و الأدهى أنها لا تكتفى بهذا بل تمصمص شفتيها حسرة و تقول بأسى :" هو دلوقتى بقى فيه رجالة؟" ( انا فى سرى : يا بنت الكلب امال احنا ايه ؟ ) " كلهه دلوقتى هلاهيل يا بابا " ( يا بنت ستين كلب ! هلاهيل ؟) " الرجالة دول كانوا زمان بس " ( آه يا واطية ) " كان الراجل ملو هدومه منظره يفرح القلب " ( القلب ولا ال.. يا بنت ال..) " الراجل من دول ماكانش يدخل غير و هو مش باين من كياس الفاكهة و الكباب " ( آه يا معفنة يا رمرامة يا بنت الدنية ) " انما دلوقتى كله بقى قرديحى " (سبة بذيئة جدا من مقطعين تتعلق بالسيدة والدتها ! )
آه يا زمن ! أصبحنا نسمع الحكمة من افواه الرخيصات !! و نسمع تحسرهن على الرجال ! لامؤاخذة أى رجل محترم هذا الذى ينفق ماله على المومسات ؟!
طبعا زاد هذا من اصرارى على الانتقام ! و قد كان !
تلقت سوزى عشرات المكالمات منى خلال ثمانية اشهر ! كل مكالمة بشخصية , و المتخلفة لم تحس بأن فى الأمر خدعة ما ! حتى تحقق نجاحى عندما اتصلت بها , و كالعادة سببتها و انهيت المكالمة , اتصل بها صديق لى ليجدها منهارة فى البكاء بشكل رهيب و هى تصيح : انا خلااااااااااااص حعزل و اتحجب و اتووووووووووووب ! لأ دة انا حتنقب و مش عايزة اكمل حد تانييييييييييييي !"
أى خدمة !
لكنى كلما تذكرت هذه المومس و هى تتحدث بكل وقار علمى عن فلسفة الجنس , اكاد افقد اعصابى و اصيح :
" احيييييييييييييييييييييه !!!!!!"
اتذكر الآن فيلما عربيا قديما , فى احد مشاهده قالت إحدى الشخصيات للبطلة بكل ازدراء :" انت رقاصة !" فقالت البطلة بكل شموخ :" رقاصة آه .. بس بشرفى !"
و احلى م الشرف مفيييييييش
و كل احيه و انتو بخير انتظرونا الاحيهات جاية كتير
وليد فكرى
الإسكندرية 1 من يونيو 2006م

أحـيـه أحـيـه - الجزء الثانى



بسم الله الرحمن الرحيم
اصحى يا حمام ! بابا جاب موز !
استيقظوا و اشرقوا ! تريدون بعض القهوة ؟ لا ؟ حسنًا , على أية حال لم أكن لأقوم من مجلسى المريح مهما كان !
هل أنتم مستعدون لأحيه الثالثة ؟ هيا بنا !
خذوا نفسا عميقا ! عميقا ! عمييييييييقا ! ثم .. معى فى آن واحد :
أحييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه !!
برافو ! أحدكم نشز , لكن لا بأس , عليكم التدرب عليها حتى تحترفونها ! أفكر جديا فى تنظيم دورة دولية فى الأحيه !
المهم
أحيه الثالثة أقولها و أصيح :هل أصاب الفتيات مس من جنون أم ماذا ؟
لم أعد أذهب لمكان إلا و أرى عرضا , يكاد يبلغ مرحلة الستريبتيز ! عرض مثير من الدرجة الأولى لجميع انواع و أشكال و أحجام المؤخرات و النهود ! و المصيبة أن معظم العارضات من المحجبات !
لماذا اذا ترتدينه ؟ و أنت كل ما قمتى به هو ان سترت شعرك و فسرت مقعدتك الرجراجة !
و انا يا أصدقائى شاب متفتح جدا , أؤمن بحرية الجميع , لكن .. احم .. المسألة اصبحت تتجاوز الحدود المعقولة ! فارق بين فتاة بيئتها و وسطها يسمحان باللبس المكشوف او الضيق , و فتاة اخرى تبدو من وسط محافظ لكنها تتفنن فى ارتداء , او عدم ارتداء الملابس الفاضحة !
لم اعد اخرج إلى كافيه او تمشية او مول تجارى إلا و أعد من خمسة عشر لخمس و عشرون فتاة ترتدى ما يمكن ان نتفق على تسميته " اللاملابس " و كلهن أو معظمهن يبدون من فتيات مدارس الثانوى أو مجمع الكليات النظرية , أى أن ليس بينهن فيفيت أو ماهيتاب أو بوسى , بل مسعدة و عطيات و أم الشحات !
و لا أريد أن يفهم البعض من كلامى أنى أريد أن أقول أن الإحتشام مقتصر على طبقة معينة , انا لى صديقات من أوساط محترمة جدا و راقية , يجمعن بين الأناقة و الإحتشام , و التفتح و الإحترام .
كما لا أريد أن يفهم البعض كلامى على أنه هجوم على الحجاب , الحجاب جزء من الدين , رغم الإختلاف بين الفقهاء بشأن ما إذا كانت تغطية الشعر جزء من الحجاب أم لا , هذه مسألة لن أتطرق اليها لأى لست فقيها او دارسا للدين , لكنى أفضل الفتاة المحتشمة دون حجاب على المحجبة حجابا كدة و كدة !
و ليت الأمر يقتصر على الملابس فحسب ! اليكم بعض المشاهد لتدركوا حجم المصيبة :-
المشهد الأول _ ليل خارجى , بلكون أرضى بمقهى أنيق يطل على شاطىء بحر الإسكندرية :
شاب وسيم هادىء الملامح , أنيق , نحيل الجسد مصفف الشعر فى عناية يجلس بجواره شاب آخر عريض المنكبين له صوت مزعج جدًا !!
إظلام مفاجىء ! سببه دخول العبد لله فى الكادر . بجسده الفاره , ثم فجأة اضاءة عنيفة مفاجئة نتيجة انعكاس اضواء المكان على رأسى الحليق اللامع !
أنا اجلس جوار صديقىّ حول المائدة , ألاحظ ضحك مكتوم منهما , أنظر حيث ينظران ثم ...
أرى فتاة محجبة رقيقة جدا , ترتدى سترة و سروال جينز انيقين محترمين , يجلس جوارها شاب رياضى , و الأخت أمامها قدح قهوة سوداء , و بيدها , لامؤاخذة , لىّ شيشة أطول منها هى شخصيا ! بينما الشاب الرياضى , بالطبع , يمسك كوب زبادى خلاط !
زبادى خلاط يا عار الرجولة ؟! ماذا تأكل فى البيت إذا ؟ ريرى ؟!!
ثم بعد قليل وصلت فتاة اخرى , جلست جوارهما , ثم تناوبت مع الفتاة الأولى سحب أنفاس الشيشة بإحتراف يحسدهما عليه أعتى مطاريد الجبل !
المشهد الثانى :-
نهار خارجى , الوقت : ظهرًا , على شاطىء البحر .
أنا أتمشى مع صديقى صاحب الصوت المزعج , الذى كان معى فى المشهد السابق , نمر أمام مقهى صغير على الشاطىء , فتاتان من النوع الذى غادر البيضة لتوه , تجلسان , أحدهما تشير لنا و هى تمصمص شفتيها بإحتراف و تقول : " آآآآآآه أنا عايزة من دة !" نهار ابوكى اسود و منيل يا بعيدة ! من دة ؟! هى حصلت ؟!
انا معروف أنى اسير فى الطريق بإحترامى , لكنى استثناءًا , لم استطع منع نفسى ان اقول :" دة تموتى فى ايده يا ماما ! "
المشهد الثالث :-
ليل خارجى , أمام إحدى مدارس البنات التجارية . كنت فى طريقى لموعد , و قررت ان اختصر الطريق و امر من شارع جانبى لتجنب الزحام الذى اكرهه , فوجئت بزحام ألعن مكون من فتيات مدرسة تجارية مسائية , تجمهرن فى الطريق حتى حسبت ان ثمة مظاهرة فى الأمر !
بينما انا اسير اثار ذعرى و ذهولى صوت حلقى أنفى سكندرى عتيد , صادر من إحدى الفتيات بإحترافية عالية تنم عن ول ممارسة , ثم صوت الفتاة نفسه الذى يعد صوتى القوى رقيقا بالنسبة له و هى تقول لزميلتها :" هى البت راحت فين ؟" فرد الزميلة بصوت كفيل بتطفيش كل عرسان المستقبل :" مشيت مع اتنين رجالة من شوية " بينى و بينكم , انسحبتمنالشارع بخفة, خوفا أن تقوم احداهن بتثبيتى او الإعتداء علىّ !
المشهد الرابع :-
نهار خارجى - بعد العصر , كنت ادخل عمارة بها طبيب اسنان , لافتته معلقة على الباب , مجموعة من الفتيات ترتدين ملابس مدرسة ثانوية ما ..
إحداهن :" شايفة يا ختى الرجالة ,, مش اللى أمك بتتسنكح معاهم !"
الثانية :" هم دول الرجالة يا ختى , بس يا حرام , دة داخل لدكتور يا بنات "
الثالثة :" دكتووووووور ؟ هو اللى زى دة بيحتاج دكتور ؟"
ملحوظة : أؤكد لكم أننى لست شبيه توم كروز ولا صوتى كصوت تامر حسنى , إلا أن تفسير الأمر فى رأيى هو أن ذوق الفتيات انحدر تماما !!
طبعا كانت نتيجة تعليق الأخت الثالثة أنى رقدت يومين فى الفراش , التشخيص ؟ دور برد ثقيل نتيجة تلقى عين بنت ستين فى سبعين !
المشهد الخامس :- رواه لى صديق عزيز
صديقى هذا كان يسير , و كالعادة بطلات المشهد من فتيات مدرسة ثانوية ما , فوجىء بإحدى الفتيات تقول للأخرى بصوت كافى لإيقاظ الموتى :" تصدقى الواد كان عايز يعمل فيا قلة أدب ؟" ( طبعا هى استخدمت اللفظ الصريح !)
الأخرى :" و سبتيه يا عبيطة ؟"
الأولى بكل فخر و شموخ و اعتداد :" لاااااااا ! يا دوب من فوق الهدوم !"
الأخرى , بكل احترام و تقدير :" جدعة يا بت ! "
اسمحوا لى ! احييييييييييييه ! احيييييييييييييييه جدا ان شئتم الدقة !
أين آباء هؤلاء ؟ أخوالهم ؟ أعمامهم ؟ أشقائهم ؟ أين أى مخلوق فى عائلاتهم مكتوب له فى خانة النوع " ذكر ؟" هل هم راضون عن هذا ؟ و هى مصيبة ! أم أنهم يئسوا من إصلاح بناتهم فتعاملوا مع الموقف بمنطق " من لم يستطع مقاومة الإغتصاب فليستمتع به ؟ و هذه كارثة ؟!!
ربنا يستر على ولايانا !
إلى اللقاء مع احيهات أخرى فى المقال القادم إن شاء الله تعالى !
تحياتى
وليد فكرى
الإسكندرية 23 من مايو 2006م

أحـيـه أحـيـه

هذا مقال كنت قد كتبته فى مدونة قديمة لى , منذ فترة طويلة تقترب من السنة

--------------------------------




ملحوظة هامة : هذا المقال مكتوب بأسلوب جرىء لغويًا أشبه بالدردشة منه للمقال الرصين , و قد يتضمن ما لا يقبل بعض المتحفظين على هذا الأسلوب , لهذا رأيت أن الأمانة تفرض على التحذير أولاً إحتراما لكل الأذواق .
بسم الله الرحمن الرحيم
اسمحوا لى أن أقولها عالية :" أحيه أحييييييييييه ! " أحيه اسكندرانى من القلب !( أحيه عندنا معشر السكندريين ليست لفظًا بذيئًا , بينما هى كذلك بالنسبة لباقى سكان القُطر المصرى ! على غير السكندريين إذا مراعاة فارق التوقيت ! )
لماذا ؟ نحن فى عالم ديموقراطى يا عزيزى ! من حق كل إنسان أن يقول أحيه بالشكل الذى يحبه ! لكل منا الحق فى التعبير عن " احيته " بالصورة التى يفضلها , منا من يقولها قصيرة :" أحيه " مبتورة , ثانٍ يقولها ممطوطة طويلة :" احييييييييييه " , غالبًا تعبيرًا عن شدة الدهشة أو الإستنكار ! هذا التعبير المحبب من التراث السكندرى العريق , لكن المشكلة أنه يكاد ينقرض بين هذا الكم المريع من أدوات الإستنكار التى وردت على لغتنا السكندرية الجميلة ! بالذات أخوات " أحيه " , و أنا أطالب مجمع اللغة العربية بوضع باب فى اللغة بعنوان " أحيه و أخواتها " أسوة ب" كان " و " إن " !
السؤال الآن : لماذا أحيه ؟!
لأنك عندما تعلم أن فى وطنك و بعض الأوطان المحيطة بعض من يتسع لديهم معنى " الحرية " ليشمل أشياء تقع تحت باب " الإباحية " , و يمزجون بين " التقدم " و " خلع رداء القيم " , يجب عند إذ أن تصيح " أحيه ! "
و لك أن تقرنها بكل ما تريد من أصوات اعتراضية , سكندرية ايضا , لو كانت لحميتك على ما يرام !
طبعا أنا أرى فى عيونكم الآن الدهشة ! خاصة لما تعلمون عنى من أدب و إتزان و حرص على اللياقة , لكن عفوًا اسمحوا لى أن اضع كل هؤلاء على اقرب رف بشكل مؤقت !
الموضوع كبير , و لا تكفيه احيه واحدة , الأمر يحتاج بعض الأحيهات من مختلف المقاسات و الطبقات الصوتية .
فلنبدأ بأحيه الأولى !
بعض الذين يسمون أنفسهم مثقفين و متحررين , ينتقدون الحكومة المصرية , لماذا ؟ لأنها , يا حرام , تفترى على الإخوة الشواذ و تلاحقهم بالقبض و المحاكمة , و تمنعهم من ممارسة حريتهم فى الشذوذ ! تؤ تؤ تؤ ! لأ ما لهاش حق !
هؤلاء يسمون انفسهم اسماء عدة : المتحررين , المثقفين , المتقدمين , الليبراليين , ناشطى حقوق الإنسان , الخ الخ ,, و يقولون أنهم يطالبون صراحة بحقوق الشواذ إحترامًا للحرية الفردية !
لامؤاخذة يعنى ! أنا لا أحب الشعارات و الكلام المنمق ! بالنسبة لى هؤلاء بشكل مباشر و صريح يطالبون بحق الإنسان إنه , لامؤاخذة , ينط على أخيه الإنسان ! رافعين شعار " و تعالى على حجرى يا رمان ! و أنا آخدك و أجرى يا رمان ! " و رمان طبعا مبسوط و سعيد ! و بهذا ينتقل النضال الوطنى من أجل الحرية , من الشوارع و الصحف , إلى غرف النوم و المراحيض العامة و بير مسعود !
يا خى احيه ! احيه و احيه و حتة !
احيه الثانية عن أخت مثقفة من اياهم , من الذين يحلمون بعالم متوازى المستطيلات يتمخط فيه الأفق منفشخا فى ظلمات اللاشىء ! عارفين النوع دة ؟! عارفينه ! طيب !
الأخت تقول بكل حرارة مستنكرة :" لماذا تسمحون للرجال بكشف صدورهم فى الشواطىء و حمامات السباحة و غيرها من الأماكن , و تجبرون المرأة على تغطية صدرها ؟ لماذا تجعلون المرأة تخجل من بروز طبيعى فى جسدها ؟!
و يا قليل الأدب منك له , يا من تقول :" و ماله يا ختى خليهم ياخدوا راحتهم و مايتكسفوش ! " صحيح أن الأمر طبعا يغرى بالتأييد , إلا أن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح , نحن فى بلد اسلامى , شرقى , به اديان و قوانين و احترام ! تفرض امورا معينة على الرجل و المرأة احترامها من الطرفين واجب !
ثم يعنى لا ارى داعٍ لهذا الحماس ! لو كنت تتوقع رؤية صدور شبيهة بصدر باميلا اندرسون فأنت واهم تماما !
احيه الثالثة ؟ اصبروا على رزقكم ! فى المقال القادم إن شاء الله !
تحياتى
وليد
الإسكندرية _ 21 من مايو 2006م